ستيف جوبز استعد لوفاته بكل التفاصيل كعادته



رغم الحزن الشديد الذي خيم على كل الوسط التكنولوجي وعلى عائلة ستيف جوبز ومعارفه وزملائه، إلا ان الجميع يشهد له بأنه اعد ليوم وفاته كل الضروريات ولم يترك للصدفة أي مجال لتتسرب الى تفاصيل ومراسم لحظات ما بعد وفاته.




ستيف جوبز استعد لوفاته بكل التفاصيل كعادته
ستيف جوبز استعد لوفاته بكل التفاصيل كعادته



فقد أعدت العائلة بصورة دقيقة إعلان النعي قبل وفاة جوبز بيومين بصورة دقيقة للغاية وأبلغت شرطة مدينة كوبرتينو بأن ستيف على وشك أن يفارق الحياة ولهذا تطلب العائلة من الشرطة عدم السماح لأي كان باختراق خصوصيتها في وداعها ابنها بصورة لائقة تخلو من التجمهر العام.


من ناحيته، كان ستيف جوبز نفسه قد استعد على طريقته لهذه اللحظة على مدار اسابيع طويلة قبل حلولها. ويقال انه تواصل مع وولتر آيزاكسون، الذي كتب سيرة حياة مؤسس شركة أبل، وأخبره بأنه سيموت قريباً.


من ناحيته، انتهى الروائي آيزاكسون، من كتابة سيرة حياة ستيف جوبز الذي قاد شركة ابل إلى مصاف الشركات العالمية، بعد أن أجرى مقابلات تطلبت نحو أكثر من عامين، مع أسرة الفقيد وأصدقائه وزملائه ومنافسيه.


لكن بالنظر إلى صحة جوبز المتدهورة وصولاً إلى إعلان وفاته الأسبوع المنصرم، يرجح أن الكتاب لم يكتمل على الرغم من أنه من المفترض صدوره في 24 أكتوبر الجاري على شكل كتاب الكتروني، بعد أن تصدر قائمة مبيعات موقع “أمازون” المتخصص ببيع الكتب.


وكان من المقرر أن يصدر الكتاب في نوفمبر، ويطلق في الأسواق عام 2012، إلا أن وفاة جوبز غيرت المخططات التي وضعت سابقاً.


أجرى آيزاكسون مقابلات مع جوبز أثناء عمله، وبعد استقالته من منصب الرئيس التنفيذي لشركة “أبل” في اغسطس، عندما كان تيم كوك مرشحاً لتولي منصب الرئيس التنفيذي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الخميس الماضي.

في معظم لقاءاته الأخيرة مع آيزاكسون، “قال جوبز انه كان يعرف بأن وفاته قريبة”، وفقاً لما  ذكرت الصحيفة، مشيرة إلى أن الكاتب سيضيف هذه التفاصيل في نهاية السيرة.


وأشارت الصحيفة إلى أن شركة “أبل” تعمل اليوم على تخليد ذكرى ستيف جوبز، والحرص على الحفاظ على بصمته في الشركة.


في هذا السياق، ذكرت الصحيفة أن “أبل”وستيف جوبز نفسه كانوا يخططون لعدة سنوات من أجل إنشاء جامعة تقوم بتدريس الأفكار والمبادئ التي عمل عليها جوبز، وكان العمل على هذه الفكرة يجري بسرية في الحرم الجامعي في كوبرتينو – كاليفورنيا، وبجهود فريق من الخبراء الذين يتولون التخطيط لبرنامج التدريب.


وتتلخص الفكرة حول وضع برنامج للتدريب التنفيذي، تحت اسم “جامعة أبل”، وكان جوبز قبل وفاته يولي هذا المشروع اهتماماً كبيراً، معتبراً أن تعليم التنفيذيين في شركة “أبل” أن يفكروا مثله، أمر حيوي بالنسبة لمستقبل الشركة.


وقال مسئول تنفيذي سابق في “أبل” إن ستيف كان يبحث عن طريقة لحفظ إرثه وإنجازاته، عبر إنشاء منتدى يحفظ مبادئه وطريقة تفكيره من أجل نقلها إلى الأجيال المقبلة من موظفي أبل”.


ويقول مطلعون على برنامج التدريب هذا، إن جوبز حرص شخصياً على اختيار جويل بودولني، عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة ييل في عام 2008  لتشغيل البرنامج ومساعدة “أبل” على استيعاب أفكار مؤسس هذه الشركة بعد وفاته.


وكان جوبز يعتبر أن المبادئ الأساسية للنجاح هي: الابتكار والمساءلة، والاهتمام بالتفاصيل، والكمالية، والبساطة، والسرية، وكان حريصاً على الإشراف على خطة عمل البرنامج وتضمينه المقررات التي توضح كيفية ترجمة هذه المبادئ في استراتيجيات الأعمال والممارسات التشغيلية.