إزدياد مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت


لم يعد الإستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الأفلام يتطلب تحضيرات مضنية كالبحث عن الأقراص وتشغيل الأجهزة، فقد ساهمت زيادة سرعة الإتصالات بظهور خدمات جديدة عبر الإنترنت وبأسعار مقبولة. بإمكانك مثلاً الحصول على محتويات متعددة الوسائط، مقابل شراء، إستئجار، تسديد قسط شهري، أو دفع ما إستهلكته، أو بلا مقابل. يتم تحميلها عبر شبكات تقليدية، ولاسلكية "واي فاي"، من الجيل الثالث والرابع. سواءً على جهازك الخاص أو على خادم بعيد لتشغيلها عند الرغبة. بعض الشركات تقدم التطبيقات للهواتف الذكية، والحواسب اللوحية، أو متصفحات عالية الجودة تسمح بإكتشاف، وتشغيل ومشاركة المحتويات وتخزينها.

بعضها يقترح نوعيات متوافقة مع تلك المخزنة على جهاز الكمبيوتر. ومن الممكن عمل قائمة تشغيل واحدة (خدمة "ون بلاي ليست" المجانية) تضم عناوين من مصادر مختلفة (Youtube ،Spotify ،SoundCloud)، أو إستخدام قوائم لمشتركين آخرين. كما يمكن تنزيل برنامج "Nero Mediahome" لبث المحتويات إلى الأجهزة؛ يتعرّف أولاً على ملفات الحاسوب، ثم يبثها إلى أي جهاز قريب كالتلفزيون، أوالألعاب، واللوحيات، بشرط توافقها مع تقنية "DLNA". من خلال هذه الخدمات أصبحت مشاهدة الأفلام أمراً رائجاً يمكن الحصول عليه بسهولة وأسعار أقل.
من هذه الخدمات: خدمة "blinkbox.com"، حيث يمكن مشاهدة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية بدقة عالية، ويتم دفع كلفة المشاهدة فقط. خدمة"wuaki.tv"، أفلام جديدة بدقة عادية أو عالية حسب الرغبة. خدمة "lovefilm.com" توفر تطبيقاً لمستخدمي ألعاب البلاي ستيشن، والـWii U، والتلفزيونات الذكية التي تطرحها إل جي، يضم الموقع محرك بحث عن أفلام عادية أو عالية الجودة وحفظها للمتابعة لاحقاً، وكل ذلك ممكن من خلال إشتراك شهري بحدود ١٥ دولاراً. الملحقات المرافقة لهذه الخدمات كثيرة، فيمكن الإستعاضة عن شراء تلفزيون ذكي، بشراء جهاز يساعد على بث الإنترنت إلى التلفزيون العادي، مثل جهاز "WD tv Play" بسعر ٧٩ دولار، يتفاعل مع الهواتف الذكية واللوحيات بواسطة تطبيق وجهاز تحكم عن بعد. تقدم شركة "Roku Streaming Player" جهاز يوصل بالتلفزيون لمشاهدة ٤٥٠ قناة عالمية، وأداة تحكم بالألعاب. يقدم عملاق الإنترنت غوغل أيضاً، ملحقاً صغيراً يدعى Chromecast يتصل بالتلفزيون عبر مأخذ usb ولاسلكياً مع الهواتف الذكية، واللوحيات، وكذلك متصفح كروم في الحاسوب، لتحميل وعرض الأفلام بسعر ٣٥ دولاراً. قد لا تتوفر الكثير من هذه الأجهزة الذكية في كثير من الأسواق إلا إنه من خلال مواقع الإعلانات المبوبة كما في مصر مثلاً، قد نعثر على بعض الأجهزة التي إشتراها أصحابها أثناء السفر والسياحة ويرغبون الآن في بيعها.

أدت التسهيلات إلى رفع وتيرة متابعي الأفلام والمسلسلات ، لتعدد الخيارات، ووقعها الساحر في نفس المشاهد بفضل التقنيات العالية الجودة، إلا إن الخبراء حذروا أيضاً من مخاطر الإدمان على مشاهدة الأفلام، التي تستنزف الوقت وتبعد المشاهد عن الواقع فيتحول إلى متلق سلبي، خاصة الأطفال الذين يحتاجون للتفاعل مع الوسط من أجل نمو نفسي وعقلي متوازن. كما يتوقع الخبراء إختفاء بعض الأجهزة السمعية البصرية وأجهزة التصوير ومفاتيح السيارات التي تعودنا عليها لعقود بحلول عام ٢٠٢٠.