لماذا يتم تصنيع جهاز الايفون في الصين بالذات ؟


في تقرير شامل نشرته مؤخرا صحيفة “نيويورك تايمز” أوردت التفاصيل التي دفعت بشركة “ابل” إلى نقل عملية إنتاج جهاز الايفون إلى ما وراء البحار، إلى الصين، وكيف قام ستيف جوبز بتغييرات شاملة على جهاز الايفون الأول والايفون 3G قبل إطلاقهما رسميا بعدة أسابيع.

 

ويستعرض تقرير “نيويورك تايمز” روايات عديدة للعمال يتحدثون خلالها عن الأسباب التي دفعت شركة “ابل” إلى نقل كل مراحل إنتاج الأيفون إلى الصين.

ويورد التقرير أيضاً تفاصيل “وليمة العشاء الشهيرة في منخفض السيلكون” التي أقيمت في فبراير العام الماضي. وهي الوليمة التي أقامها الرئيس الأمريكي براك اوباما ودعا إليها العديد من كبار رجال الأعمال الذين ينشطون في هذه المنطقة ومن بينهم ستيف جوبز نفسه ومارك تسوكربيرغ صاحب موقع فيسبوك وغيرهما العديدون.

أثناء هذه الوليمة أتيح المجال أمام رجال الأعمال للإعراب عما يجول في خواطرهم على مسمع من الرئيس براك اوباما، وبينما كان يتحدث ستيف جوبز، قاطعه الرئيس اوباما بسؤال مباشر: ماذا علي ان افعل كي يتم تصنيع جهاز الايفون في الولايات المتحدة وليس في الصين؟ فأجابه جوبز بكل بساطة: “هذه الأمر لا رجعة فيه”.

ويتحدث تقرير “نيويورك تايمز” كذلك كيف قرر ستيف جوبز بصورة مفاجئة وفي اللحظة الأخيرة استبدال الكساء البلاستكي لجهاز الايفون 3G بكساء زجاجي.

في عام 2007 وقبل موعد ظهور الايفون الجديد في السوق بقرابة شهر، استدعى ستيف جوبز كبار موظفي شركة “ابل” إلى مكتبه،  وأخرج من جيبه أمام الجميع النموذج الأصلي للجهاز المنتظر وعرضه أمام الحاضرين ليروا جميعا الخدوش الظاهرة على الشاشة البلاستيكية للجهاز. وبعد لحظة اخرج جوبز رزمة مفاتيح من ذات الجيب قائلا: “الناس سيحملون جهازهم بهذه الطريقة، سيدسونه في جيوبهم مع مفاتيح البيت أو مفاتيح السيارة وسيتعرض الجهاز للخدوش تماما كما تعرضت شاشة هذا الجهاز للخدوش”. صمت جوبز قليلا ثم قال بكل حدة لا تخلو من العصبية إن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو استخدام الزجاج المضاد للخدوش: “أريد شاشة زجاجية للجهاز، وأريدها خلال فترة لا تتعدى ستة أسابيع”.

قد يتفهم غالبية القراء الأسباب التي دفعت ستيف جوبز إلى نقل عملية إنتاج الايفون إلى الصين. نعم الدافع له أبعاد مادية أيضاً. فعملية الإنتاج في الصين ليست أقل تكلفة وحسب، بل ويمكن تجنيد العدد المطلوب من العمال بشكل أسهل وأسرع مما لو كان الأمر يتعلق بمصانع امريكية وعمال امريكيون.

مدير عام الصادرات في “ابل” يقول: “بوسعهم تجنيد 3000 عامل خلال ليلة واحدة. أي مكتب تشغيل أمريكي يستطيع تجنيد 3000 عامل بهذه السرعة وإقناعهم بالانتقال للسكن في مساكن خاصة بالعمال ؟”.

ويقول احد كبار الموظفين في “ابل” إن كافة عناصر التصنيع تنجز في الصين. وإذا احتجت مثلا 1000 قطعة من الجلد فإن المصنع المزود لهذه القطعة يقع على الجانب الآخر من الشارع، وإذا احتجت مليون من البراغي الجديدة، فإنك تطلبها من المصنع في الحي المجاور، وإذا أردت هذه البراغي بشكل آخر فإنك ستحصل عليها خلال 3 ساعات لا أكثر.

ومن يطالع التقرير الكامل لـ”نيويورك تايمز” على موقع الصحيفة على الانترنت، المنشور على سبع صفحات، سيخرج بقناعة تامة بالأسباب التي دفعت شركة “ابل” إلى نقل عملية إنتاج أجهزتها من مدينة كوبيرتينو الأمريكية إلى الصين البعيدة.